dimanche 17 avril 2016

الموسيقى الكورية التقليدية

ربما تعرف أن رسالة الدكتوراة الخاصة بي هي عن التقاليد الشفوية ، وأن تركيزي على شرق آسيا ، وبخاصة كوريا.

وأنا غالبا ما أقابل أشخاصا لديهم درجة من الفضول ، وأحيانا التشوش ، وربما التخبط ، بسبب أنني كتبت ودرست عن كوريا.

فمعظم هؤلاء يربطون كلمة "كوريا" بموجة الهاليو التي تضم المسلسلات التليفزيونية البوب الكوري ومستحضرات التجميل والسياسات وغيرها ، ولكن لا يفكرون إطلاقا في الموسيقى التقليديى الكورية التي تتكون من أصناف متنوعة.

ولهذا السبب ، قررت أن أعمل في هذا المجال بدون التفكير في تقديم ما يشبه دليل المبتدئين لمن هم يعتزمون زيارة كوريا.
gukak01.jpg

.. وها هو عملي!

ما هي الكوكاك؟

يمكن ترجمة مصطلح "كوكاك" إلى "الموسيقى الوطنية" ، وهي تتألف فقط من نوعين كبيرين رئيسيين : الموسيقى الشعبية أو الفولكلورية ، وموسيقى البلاط الملكي.

وفي الوقت الذي تتضمن فيه الموسيقى الملكية ترانيم وموسيقات أرستقراطية مثل "آك" المستوردة من الصين ، ودانج آك ، وهي مزيج بين الموسيقى الملكية الصينية والكورية ، وهيانج آك ، وهي الكورية النقية ، فإن الموسيقى الفولكلورية تتمثل في البانسوري "الصوتية" ، والسانجو "موسيقى الآلات" ، وجيونج آك "موسيقى الآلات والصوتيات" ، ونون كاك "موسيقى المزارعين" التي تشكل الإيقاعات والرقص والغناء ، وشيناوي "الموسيقى الشامانية" ، وسال بور "الرقص المرتبط أيضا بالترانيم الشامانية".

واليوم ، لدينا إضافات أحدث دخلت على الموسيقى الكورية وهي : تشانج جاك كوكاك ، أو شين كوكاك ، وهي موسيقى تقليدية كورية ملحنة حديثا مع مزيج الكوكاك بمكونات غربية.

وأود أن أقدم لكم نظرة عامة على الموسيقى التقليدية الكورية ، مع التركيز بعد ذلك على نقطتين مهمتين : البانسوري ومزيج الكوكاك.

وأتمنى أن يكون هذا المقال عاملا مساعدا لمن يقرأون لأول مرة عن هذا الموضوع ، فضلا عن عشاق الكوكاك.
gukak02.jpg


الآلات : 

من بين الملامح الفريدة في الموسيقى الفولكلورية الكورية التي ستجدها ملحوظة ، حرية أستاذ الموسيقى خلال العرض.

فالارتجال خلال الحفل ، سواء بالنسبة للعازف المنفرد أو للفرقة كلها ، مسموح بها ، وتعتمد على اختيارات العازفين والموسيقيين.

وهناك آلات شعبية في الموسيقى التقليدية الكورية وهي قيثارة كايا كيوم ، وكمان هاي كيوم ، وناي داي كيوم من البامبو ، وطبل جانج كو على شكل الساعة الزجاجية ، فهي أشهر الآلات الإيقاعية الثابتة في الموسيقى الكورية.

كما توجد فرق أوركسترا مستوحاة من الفرق الأوركسترالية الغربية تعمل كتشكيلات مع الآلات التقليدية في كوريا ، ومن بينها قائد أوركسترا.

الإيقاع والنظرية : 

من بين الملامح الفريدة التي ستلاحظها في الموسيقى الفولكلورية الكورية هي حرية الأستاذ أداء الأستاذ خلال العرض.

فالارتجال الذي يقدمه خلال الحفل ، سواء كمنفرد أو في إطار فرقة ، هو أمر مسموح به ، ويتوقف على اختيارات الموسيقيين أنفسهم.

والإيقاع الأساسي في الموسيقى الفولكلورية يطلق عليه اسم "جانج دان" ، وهو ما يعني أيضا الإيقاع أو اللهجة ، وفي الوقت الذي يتبعون فيه نوتة محددة ، فإنه من المتوقع من الفنان الماهر أن يكون قادرا على الارتجال بشكل منفرد ، باستخدام النوتة الموسيقية فقط كأساس له.

ومعظم النوتات المستخدمة هي جين يانج "بطيئة" ، وجونج موري "متوسطة" وجونج جونج موري "متوسطة السرعة" ، وجاجين موري "سريعة" ، وهوي موري "سريعة جدا".

وعندما نتحدث عن الأساليب في الموسيقى التقليدية الكورية ، فإننا سنجد مثلا العديد من الأساليب في البانسوري ، نظرا لأن القطعة الموسيقية ليست مصنفة شخصيا من خلال مفاتيح أو أسلوب ، ولكن وفقا لطبيعة اللحن نفسه.

وهناك أسلوبان أساسيان وضروريان يمكن أن تجدهما في الموسيقى التقليدية الكورية ، وهما "كاي ميون جو" أو الأسلوب الحزين ، و"أوجو" أو الأسلوب السحري ، وكل منهما يستخدم السلم الموسيقى الخماسي بدون نغمات سيمي تونز.

عينة من الفيديو هنا.

أماكن تستحق الزيارة : 

إذا كنت في سيول ، فإن مركز كوكاك الوطني والمسرح الوطني الكوري هما أفضل مكانين يمكن العثور فيهما على عروض حية لأستاذ في الفن.

فكل من المكانين لديه موقع إليكتروني على الإنترنت بالإنجليزية ، ويمكن من خلالهما شراء التذاكر ، ولكن عادة يمكنك شراء تذاكر العروض في المكانين أيضا بدون أي مشكلات.

وهناك نصيحة مهمة أخرى وهي أن موقع كوكاك إف.إم يقدم فيديوهات مصورة وبرامج إذاعية يومية بعضها بالإنجليزية وأحدث أخبار عالم الكوكاك.

كما تقيم الجامعات التي توجد فيها أقسام خاصة للكوكاك حفلات منتظمة للطلاب والأساتذة معا.

هيا بنا نتكلم عن البانسوري : 

لقد أصبح البانسوري ذا شهرة عالمية عام 2003 بعد انضمامه إلى قائمة اليونسكو للتراث المعنوي للإنسانية وقطعة صوتية نادرة ، ويتم تقديمها عادة عن طريق مطرب منفرد "سوريك كون" وعازف درامز "كوسو" ، وكان يعتبر من قبل وسيلة ترفيه للطبقات الدنيا إلى أن دعمها أبناء الطبقة العليا أيضا "يانج بان" ليصبح البانسوري شعبيا.

واليوم ، توجد خمسة أنواع باقية من البانسوري : تشان هيانج كا ، وسيم تشونج كا ، وهيونج بوكا ، وسو كونج كا ، وجيوك بيوك كا ، وكل منها تنقل رسائل مختلفة للجمهور.

وكانت أغنيات البانسوري في الماضي تقدم على مدار اليوم بأكمله ، أو يتم تقديم أجزاء منها فقط ، كوسيلة ترفيهية أثناء احتفال أو مأدبة مقامة مثلا بمناسبة النجاح في اختبار حكومي ، ولكن في اليوم الحالي ، ينتظر الجمهور من فنان البانسوري أن يكمل عرضه ، وبالتالي ، فإن عروضه يمكن أن تستمر ما بين ثلاث إلى ثماني ساعات ، مع وجود فترات راحة قصيرة بين العرض.

البانسوري الخامس : 

تشان هيانج كا قصة حب رومانسية تدور حول امرأة تواجه صعوبات وتظل مخلصة لحبيبها حتى عودته من غيابه ، وهذه العلاقة ليست علاقة طبيعية ، باعتبار أن هذه المرأة هي ابنة كي ساينج – مسئولة الترفيه – بينما حبيبها من أسرة نبيلة.

وهذه القصة المشهورة يتم تقديمها في الأفلام السينمائية ، وأيضا في المسلسلات التليفزيونية الحديثة ، ومنها "ساسي جيرل تشان هيانج".

وتعرض سيم تشونج كا مدى قدسية إخلاصها ووفائها من خلال استعراض ما فعلته سيم تشونج من أجل والدها الكفيف لاسترداد بصره من جديد ، فلكي يستعيد بصره ، وعد الأب راهبا متجولا بمئات الأجولة من الأرز ، ولكن لأنه كان فقيرا ويتسول لم يستطيع الوفاء بوعده للراهب ، فاضطرت ابنته سيم تشونج لبيع نفسها لصياد كان في حاجة إلى التضحية بها كقربان للمياه.

وتعلمنا "هيونج بوجا" القيم العائلة الكونفوشيوسية داخل أسرة عن طريق قصة شقيقين.

ففي الوقت الذي يفوز فيه الأخ الأصغر بالثراء والمال في حياته التي تسير بنزاهة بعد نجاحه في تجبير قدم مكسورة لطائر السنونو ، فإن الأخ الأكبر الذي ورث ثروة الأسرة يقع في العار بعد أن تعمد كسر قدم طائر السنونة للفوز ببعض المكاسب مثل شقيقه الأصغر.

وتدور قصة "سو كونج كا" حول أرنب يهرب من قصر يقع تحت الماء بعد أن تم أسره لإعطاء كبده لملك التنين المريض ، وبعد إقناع الملك بأنه نسي كبده على الأرض ، يتمكن الأرنب من إنقاذ حياته.

أما قصة جيوك بيوك كا فتعيد تقديم قصة صينية شهيرة هي "الحافة الحمراء" ، وتعرض الحياة العسكرية والشريفة التي يعيشها جنود وجنرالات.

ويقال إن جيوك بيوك كا هي أصعب عرض بانسوري يمكن تقديمه ، سواء من الناحية الفنية ، أو من ناحية فهم القصة.

شاهد عينة من الفيديو هنا.

جربها : 

من بين أهم الأشياء في عروض البانسوري هو التفاعل مع الجمهور.

ولتشجيع المطرب وللتعبير عن آرائهم في القصة التي يتم تقديمها على المسرح ، يتم تحفيز المستمعين على المشاركة بفاعلية وهم يستمعون إلى الموسيقى من خلال ما يسمى بـ"تشويم ساي" أو "التشجيع" ، ومن أكثر العبارات المستخدمة في ذلك "إيول شيجو" ، و"جوتا" ، وتعنيان "عظيم" و"جيد" ، وهو ما يتم بتوافق الموسيقيين مع الجمهور.

وإذا حضرت عرضا للبانسوري ، لا يجب أن تخجل ، بل ينبغي أن تحاول في تشويم ساي أيضا.

ولكن كن حذرا ، فليس كل مشهد في العرض يكون ملائما لتلقي عبارات التشجيع ، فإذا كان البطل أو البطلة مثلا في حاجة للمساعدة أو في لحظات صعبة فإنه يتعين عليك تجنب الهتاف عبر ترديد كلمة "إيول شيجو".

وحاول متابعة القصة إذا كنت تفهم اللغة الكورية ، أو إذا كانت هناك ترجمة متوافرة ، أو حاول أن تصطحب معك خبيرا أو صديقا من الجمهور ليكون نموذجا لك في خطواتك الأولى من التشويم ساي.

وهناك بعض العروض المصممة خصيصا للجمهور الأجنبي ، وهذه العروض تعرض مقدمات وتوضح التعليمات.

وعلى أي حال ، فإذا استمتعت بالبانسوري بقلبك ، كن متأكدا من تشجيع المكربين بالتصفيق الحار بعد الحفل!

إلى أين تذهب؟ 

مركز كوكاك الوطني : http://www.gugak.go.kr/eng/index.jsp

المسرح الوطني الكوري : http://www.ntok.go.kr/english/

سؤال : وماذا عن مزيج الكوكاك؟

إجابة : مزيج الكوكاك ليس شيئا متداخلا مع تشانج جاك كوكاك أو شين كوكاك ، فهو معناه الموسيقى التقليدية الكورية التي تم تلحينها حديثا.

وفي الوقت الذي ما زالت فيه كوكاك تشانج جاك متمسكة بجذورها من حيث النظرية التقليدية والأشكال ، فإن مزيج الكوكاك تمت تجربته مع الموسيقى الشعبية الغربية ، فدخل في الآلات الموسيقية وفي استخدام السينثيزايزر أو حتى في الرقص.

ومن الموسيقات التي تتمتع بجماهيرية عالية الميز ، التي يوجد فيها خط روائي من الفولكلور الكوري ومزيج من الموسيقى الكورية والغربية ، وظهرت لها تشكيلات مثل فريق "سوريا" وهو فريق للفتيات مكون من عازفات على الكايا كيوم والهاي كيوم والداي كيوم وكي كواينج كواري – وهي عبارة عن جرس صغير ومسطح ، والجانج كو التي تتحدث لجمهور أصغر سنا في كوريا وخارجها ، مع عروض راقية فنية لراقصات ذوات أشكال وملابس جذابة.

وغالبا ما تحتوي الموسيقات التصويرية للمسلسلات التليفزيونية الكورية على مزيج الكوكاك ، كما أن المؤسسات الرسمية مثل منظمة السياحة الكورية غالبا ما تستخدم موسيقى مزيج الكوكاك لتقديم كوريا للأجانب ، ولكن توجد في الوقت نفسه اتجاهات أخرى داخل مزيج الكوكاك ، فجربت مجموعة AUX هذه الموسيقى بجانب الآلات الموسيقية الغربية مثل الكي بوردز والدرامز وأنتجت معها أصواتا فريدة خارج اللحن الرئيسي مثل فرق الموسيقى الهندية "إيندي" ، ولكن الأصل جاء من الموسيقى الكورية.

وفاز فريق AUX بالجائزة الكبرى عام 2010 في مسابقة المشروع الموسيقي الكوري ذات السمعة الجيدة عام 2011 ، وفيها تغلب الفريق الذي مثل كوريا في المسابقة الآسيوية على ياماها ، وهو ما يمكنك مشاهدة جزء من أسلوبهم الفريد في الفيديو هنا.

وصدقوني ، فعندما قلت لكم إن هذا المقال لا يمس سوى السطح الخارجي فقط لم أكن مبالغة ، فالموسيقى التقليدية الكورية ، سواء تم تقديمها في صورة موسيقى البلاط الملكي أو الموسيقى الشعبية ، هي مثل الكنز ، وأحيانا يمكن أن تجد أنواعا غير متوقعة فيها. وأتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بمشاهدة أي من عروضها بأنفسكم.

بقلم : 

دوروثيا سوه 

مدونة كوريا العالمية 2013 للمدونة الكورية 

يمكن قراءتها على تويتر : @Novemberbeetle

- See more at: http://arabic.korea.net/NewsFocus/Culture/view?articleId=111913#sthash.Ht2opfL3.dpuf
Résultat de recherche d'images pour "‫الموسيقى الكورية التقليدية‬‎"Résultat de recherche d'images pour "‫الموسيقى الكورية التقليدية‬‎"

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire